الثلاثاء، 15 يوليو 2008

ذوي شريحة اجتماعية هامة

: نرفض الشفقة ونطالب بحقوقنا في التوظيف والإعفاء الجمركي لأجهزة المعاقين
ماهية الاعاقة الدكتورة سارة مبارك احمد استاذة علم النفس بجامعة ام درمان الاسلامية ، تعرف الاعاقة بأنها حالة تحد من قدرة الفرد على القيام بوظيفة واحدة او اكثر من الوظائف الاساسية في الحياة اليومية من قبيل العناية بالذات او ممارسة العلاقات الاجتماعية والنشاط الاقتصادي.. مضيفة ان المعوق يمكن ان يتكيف مع مجتمعه فاعلا ومنتجا ومتفوقا ، وذلك عندما يشعر بالقبول من المجتمع وبأنه غير معزول. أرفض الشفقة احسان عمر معاقة ، تحدثت للصحافة بمرارة قائلة (أرفض نظرة الشفقة) ، واطالب الدولة ان تقوم بدورها الخدمي تجاه المعاقين.. اننا لا نطالب الدولة بان توزع لنا احتياجاتنا الاساسية بلا مقابل.. ولكن ان تقوم الدولة بالغاء الجمارك عن مدخلات المعاقين ، فأنا مثلا احتاج لعجلة.. فالعجلة تمكنني من الحركة وبالتالي استطيع الايفاء باحتياجاتي.. استطيع ان اسهم في زيادة دخل أسرتي.. أنا شابة جامعية.. اذا رفضت الدولة توظيفي يمكنني ان اطوي الشهادة وأبحث عن عمل بديل.. ولكن العجلة غالية انها تكلف اكثر من (400) ألف جنيه هذا مبلغ فوق طاقة انسان اقعدته ظروفه، اما اذا لجأت لديوان الزكاة فانهم يعطونك مبلغا لا يذكر. عشر معاينات بلا جدوى احدى المعاقات رفضت ذكر اسمها ، قالت انها خريجة جامعية ، وظلت تداوم على الدخول للمعاينات حتى فاقت العشر معاينات ،ورغم ذلك لم تحظ بقبول من الجهات التي أعلنت حاجتها لموظفين من تخصصها.. وقالت انهم يرفضون المعاقين (صحيح انهم لا يقولونها صريحة ولكنه الواقع الذي يعاني مرارته من هم على شاكلتي ـ على حد قولها). واضافت (أتحدى لجنة الاختيار على المستوى الإتحادي والولائي ان كانت قد قامت بتوظيف أي معاق طيلة السنة الماضية ، رغم ان عدد الخريجين المعاقين في كافة التخصصات العلمية بات بالمئات. حتى هؤلاء احسان (معاقة) قالت للصحافة ان من المشاكل التي يعانيها المعاق مشكلة المواصلات ، حيث ان اصحاب الحافلات يدركون ان بطاقة المعوق تعفيه من دفع قيمة الترحيل لذلك تجدهم يتجاهلونه ولا يقفون له.. وان حدث وركب ضمن آخرين في المحطة فالسائق يسمعك حديثا مريرا عندما يبرز البطاقة (طالما معاق المطلعك من البيت شنو) ، وقالت اخرى ان افضل كلام نسمعه (الدولة ما بتدينا حق البنزين)!. ويسألونك عن الجمارك فتح الرحمن عبد الله تبيدي الامين العام لجمعية أصدقاء المعاقين ، قال في افادته للصحافة: ان الجمارك في كل العالم تعفي المعاق من جمارك المعدات العضوية وكل الاجهزة التي يحتاجها ، ولكن بالنسبة للمعاق السوداني فان ادارة الجمارك تطلب منه حال مطالبته بالاعفاء الجمركي ان يأتي بخطاب من وزارة المالية. رغم ان اعاقته مرئية لمنسوبي الجمارك.. صحيح ان للمعاقين اعفاء جمركيا ، ولكن المعاناة تبقى في الحركة التي يتطلبها خطاب وزارة المالية .. وهنا تدخل احد المعاقين قائلا : أضم صوتي لحديث فتح الرحمن علما (انهم) اخذوا مني عجلتين متحركتين لأنني لم ادفع الضرائب!!!. معايير التوظيف الصحافة وضعت شكاوى وهموم هذه الشريحة الاجتماعية امام الجهات المختصة ، والتقت بالاستاذة عواطف احمد بابكر عجبنا ، رئيس لجنة الاختيار العامة ، والتي قالت ان معايير التوظيف حسب قانون الخدمة العامة تتلخص في الامتحانات التحريرية والمعاينات الشفهية ولا توجد معايير أخرى. كما ان شريحة المعاقين اذا تم اختيارهم للوظيفة العامة فليس من حق الوحدة استبعادهم. ويقول السموأل فاروق مفتش بوزارة الرعاية الاجتماعية ـ ادارة المعاقين ، ان ادارته وضعت سياسة مقتبسة من التجارب والواقع الداخلي والخارجي للدول المتقدمة في مجال الاعاقة وقد تم وضع هذه السياسة بمشاركة تنظيمات المعاقين والخبراء العاملين في المجال والمؤسسات ذات الصلة ، وقد تم تعديل قانون رعاية وتأهيل المعاقين لمواكبة حقوق وواجبات هذه الشريحة. كما ان الوزارة شكلت المجلس القومي لرعاية وتأهيل المعاقين وفق قرار رئيس الجمهورية.. كما خاطبت الوزارة الولايات لانشاء وتفعيل مجالس المعاقين ، وانشأت شبكة تضم كافة المنظمات والمؤسسات العاملة في مجال الاعاقة لأجل تضافر الجهود وتوحيد الرؤى.. كما كونت الوزارة اتحاد عام المعاقين لاجل ذات الهدف.. «هدف توحيد الجهود». الاعفاءات الجمركية المقدم شرطة جمارك دينار عبد الرحمن حسين، اوضح ان هنالك ضريبة على العجلات بواقع 10% وبالنسبة للصم والبكم فان اجهزتهم معفاة تماما من الجمارك الا ان قطع الغيار (الاسبيرات) التي تحتاجها تلك الاجهزة غير معفاة ، كما ان (العصاة) التي يستخدمها المعاق غير معفاة. معاقة: أتحدى لجان الاختيار إن استوعبت واحدا ًمن فئات الخريجين بدر الدين عثمان شاب ذكي وطموح ومتفائل.. لم يقعده شلل الاطفال ، والذي أصابه في بواكير عمره عن التفاعل مع الحياة والمجتمع ، فقد ثابر واجتهد في دروسه.. حتى حصل على بكالوريوس ادارة الاعمال بامتياز.. وعندما التقيته قبل أيام وجدته مبتئساً ومتجهما يشكو الاحباط على غير عادته، وكان جالسا على دراجته يحدق في المجهول ، اقتربت منه وسألته عن سر هذا التحول ، فأجابني بمرارة: «لماذا يريدون للمعوق ان يبقى مثارا للشفقة؟ ، ظللت احمل اوراقي وشهاداتي بحثا عن وظيفة.. وعندما ادخل على مدير المؤسسة.. أية مؤسسة ، وبمجرد ان يراني ، يعتذر بنفاد بند الاعانات.. انهم يعتقدون انني جئت اسأل الاحسان.. ومد يد العون.. وعندما اقول له آسف.. انا لم آت لاطلب حسنة وانما اطلب وظيفة يعاجلني.. لا توجد وظائف.. ألم تقرأ لوحة الاعلانات؟.. انهم يكملون الاجابة بطريقة تشعرك بانهم يريدون التخلص منك بسرعة.. كأنهم يفرون من الطاعون.. حكاية بدر الدين وغيره كثيرون دفعتنا،« مناهل الطيب جاد الله وشخصي» للغوص في هموم المعاقين هذه الشريحة الاجتماعية المعطاءة، التي لم تنقص الاعاقة الجسدية من عطائها بل على العكس جعلته افضل وأوفر.. رئيس لجنة الإختيار: لا تستطيع الوحدات استبعاد أي معاق رشحته اللجنة

ليست هناك تعليقات: