الثلاثاء، 15 يوليو 2008

الحاج مضوي محمد أحمد في حديث يسمع من يعاني الصمم


على القوى الشمالية التوحد حتىلايذهب السودان على طريقة زنجبار
علينا محاگمة المؤتمر الوطني لسطوه على السلطة
حاوره: بله علي عمر- رحاب طه
تصوير: عصام عمر
رغم أن الرجل يقارع التسعين من السنوات الا أنه «ما شاء الله» يتمتع بحيوية تفوق كثيراً ابناء العشرين، الحاج مضوي محمد أحمد أحد القيادات التاريخية بالحزب الاتحادي الديمقراطي، ورغم أن الكثيرين يذهبون الى أن حزب الوسط قد افتقد لديناميكية الساسة القادرين على صنع الأحداث مثل الشريف حسين الهندي ولكن لابد من الإشارة الى أن التعاطي السياسي لحاج مضوي كان يسرق الأضواء، حتى وإن كان ذلك من خلال إثارة الأزمات داخل الحزب. «الصحافة» جلست للحاج مضوي تستمع لافادته التي لم تخلُ من عنصر الإثارة حول قضايا الوطن والحزب وذلك من خلال الحوار التالي:* كيف لامرءٍ يقارع التسعين أن يظل هكذا في دائرة الصراع؟- أشكر الله أن ظللت هكذا وأمنيتي أن أظل هكذا، ومن الركاب الى التراب ليقيني وقناعتي بضرورة تواصل الأجيال وعند شعوري بالابطاء وعدم القدرة على المواكبة سأعمل على الترجل.* هنالك إتهام لحاج مضوي بأنه جزء أصيل من أزمة الحزب الاتحادي؟- أنا من أنصار وحدة الحزب الاتحادي ووحدة جميع الأحزاب الشمالية، أنني أرى الأخوة في جنوب الوادي وقد اجتمعوا ثلاثة أيام حسوما وقرروا التوحد وذلك من خلال الحوار الجنوبي الجنوبي. إن على القوى السياسية الشمالية أن تتوحد أيضاً على قلب رجل واحد من أجل التراب الوطني ومن أجل العمل على تعضيد الوحدة الوطنية، إن الاحزاب وسيلة لغاية، وعندما تتعرض الغاية الكبرى للخطر وجب علينا الانتماء لهذه الغاية، اننا من خلال وحدة القوى السياسية الشمالية يمكننا الانتقال لمرحلة الحوار الشمالي الجنوبي. إن الفرقة بين شمال الوادي وجنوبه لها مخاطرها على الطرفين، إنني أخشى على ابن خالتي جون قرنق من أهله الذين وفدوا من امريكا وانجلترا. واخشى عليه تعصب القبائل الجنوبية وصراعها على السلطة والمال، إنني أكاد أتلمس بوادر هذا الخلاف كما تحسست بالأمس خلاف الشيخ وحوارييه.. انني أحس بالغبن الذي حدث لغازي صلاح الدين وحسن مكي والبروفسور الطيب زين العابدين ولا أنسى الدبابين.* انت تتبنى رؤية لوحدة الأحزاب الشمالية كأنما الخطر قادم من الجنوب؟- الجنوبيون حزموا أمرهم عبر الحوار الجنوبي/الجنوبي وهم الآن يبحثون سبل استقطاب المستثمرين الأجانب- والاتفاقية هى مثل السيدة المحجبة لم نرَ وجهها حتى الآن. إن حدوث خلافات تفسير المواد أمر وارد- ثم أن منبع تخوفي هو أن يكون الجنوب مدخلاً لليهود خاصة إن ثراء السودان في كافة الموارد يشجع الجميع للحضور وبالتالي فالتخوف وارد.* هل هنالك خلافات بين القوى السياسية الشمالية وهنالك تقارب بينكم والحركة الاسلامية؟- ذلك أمر غير صحيح هنالك تباين بيننا وبينهم فنحن لانلتقى نحن ليبراليون وهم غير ذلك.* ألا يسع الاسلام الليبرالية؟- الاسلام شورى النهج والتوجه «شاورهم في الأمر» و«أمرهم شورى بينهم» وهؤلاء لايؤمنون بذلك.* كيف لنا تطبيق نهج الشورى في ظل العصر؟- الشورى هى ان تمضى رؤية الأغلبية وأن تنداح الشفافية. إنها الديمقراطية.* دعنا نعيد السؤال بصيغة آخرى. هل هنالك تباين بين القوى الشمالية؟ليس بيننا تباين مع حزب الأمة- أنا أرى أن القوى الشمالية الشرعية هى الأمة والاتحادي، المؤتمر الوطني ليس بإبن شرعي. لقد جاء للسلطة في أعقاب اعتداء ليلي على النظام، ولابد من الإشارة الى أن خلافات الحزب الاتحادي الديمقراطي أيام الديمقراطية هى التي أسهمت في بروز الجبهة الإسلامية ككتلة نيابية ثالثة بالبرلمان وعندما نتحدث عن القوى الشمالية فنحن لانذكر المؤتمر الوطني كأحد هذه القوى، سوف نتبنى تقديم المؤتمر الوطني للمحاكمة لأنه سطا على الديمقراطية بليل.* تدعون لوحدة القوى الشمالية ومن الداخل انقسم حزبكم الى أربع مجموعات فكيف لكم تبني إستراتيجية لوحدة الأحزاب. أليس أولى بجهودكم توحيد الحزب؟- إن خلافاتنا كاتحاديين ليست عميقة- والاتحاديون مهما تفرقوا فهم مثل القول السائد في الجيش «أربعات تشكيل» أى أنهم سيعمدون الى التوحد متى ماتطلب الأمر. ويسرني أن أنقل عبر «الصحافة» ببدء الحوار الاتحادي ولاشك أنكم سمعتم بمبادئ الحوار بدءا بالهندي والازهري مروراً بالهيئة العامة- كما أن المخاطر التي أحدثتها اتفاقية نيفاشا استدعت ضرورة توحد الاتحاديين وتتمثل المخاطر في قضايا جبال النوبة والنيل الأزرق وأبيي- إن الاتفاقية ادخلت مناطق ما كان لها أن تدخل فلو كنت أحد المفاوضين لانسحبت من الاتفاقية اذا جاء ذكر أي من هذه المناطق- والتصريح الذي لم يجف مداده الذي أدلى به الابن العزيز ياسر عرمان بأن الذي لايشترك في الدستور لايملك حق الترشيح في أي انتخابات فهذا التصريح يجرد أي مواطن من حق يكفله الدستور وهذه من الأسباب التي تعجل بوحدة الاتحاديين.* هنالك مبادرة تقودها مجموعة اتحادية بقيادة محمد عثمان جماع الى أين تمضي هذه المبادرة وهل هنالك مبادرات أخرى وماهى النتائج؟- أولاً محمد عثمان جماع اتحادي متميز ومثقف تقدم بمبادرة جيدة وهنالك مبادرات أخر من بعض كفاءات الحزب مثل محاولة السر عوض يوسف- وهناك الشريف الصديق الشريف عبدالرحمن الهندي ونحسب أن الأمر ماضٍ وعلى المستوى الشخصي فإن وحدة الحزب تتطلب كل التضحيات ولو تقدمتها الاستقالة.* اين مجموعة الميرغني التي دشنت عملها السياسي بزيارة الشمالية؟- مرحباً بالسيد محمد عثمان الميرغني إن كان يرضى بالرأي والرأي الآخر وإن كان يقبل بالغاء حزب الأسرة- مرحباً بالميرغني كأى رجل قيادي متحرر من الطائفية لايرتدي غير رداء الحزب- وحول زيارته للشمالية التي دشن بها عمله السياسي فلا تعليق غير أنه لابد من الإشارة الى أنني احترام السيد أحمد الميرغني لأنه يحترم الناس وليس كمثله. كما احترم الوفد الذي رافقه بدءاً بعلي ابراهيم مالك وعبدالمجيد وابرسي وابن أخي محمد فائق وأحمد علي أبوبكر وكل بقية الرهط.* هنالك إتهام بأن الحزب يفتقر لتأمين أعماله؟- هنالك جهة مناط بها تأمين اعمال الحزب. ثم نحن الاتحاديون لا نؤمن بنظرية المؤامرة كالآخرين!! إننا ندين التآمر وكل ما يأتي بعيداً عن صندوق الإقتراع.* الاحزاب السياسية تفتقر للتخطيط الاستراتيجي؟- لدينا في الحزب رؤى استراتيجية واضحة منذ بروز الحركة الاتحادية قبل الاستقلال. إن الازهري قد تحدث عن استراتيجية واضحة عندما كان طالباً ببيروت عندما قال « سوف أطرد الانجليز من السودان» مما دعا أحد زملائه «عبدالفتاح الميرغني» الى تحديه «إن اخرجت الانجليز من السودان سوف ألبس رحط» هذه استراتيجية انتهت بخروج الانجليز. لقد تم طرد الحاكم العام وتم رفض لجنة عصبة الأمم أليست هذه بإستراتيجية.* هل انتهت هذه الإستراتيجية بالاستقلال أين هى من 36 سنة تحت ظل الأنظمة الشمولية؟- ووجهت الاستراتيجيات بمؤامرات الطائفية. كان أزهري يودع الحاكم العام بمحطة السكة الحديد فاذا بالحسيب النسيب يأمر «3» من خلفائه بالتصويت ضد الميزانية لتسقط حكومة أزهري الأولى 1956م.رغم الخلافات التي تكاد تصل حد الخصومة بين السيد علي والمهدي فقد التقى الغريمان لإسقاط الشاب الذي خرج من وسط الشعب فاتوا بعبد الله خليل- حزب أمة- ولما ضغط الاتحاديون على عبدالله خليل تسلم زمام السلطة المرحوم الفريق ابراهيم عبود ذي الميول التابعة لطائفة الختمية وكان من أنصار السيدة مريم وبالتالي فإنه يدين بالولاء للحسيب النسيب ومن هنا تبادل الأدوار في التآمر ضد الديمقراطية.* رئيس الجمهورية قال في نيفاشا؟ إن الاستقلال الحقيقي في 9 يناير 2005م؟- إنني اسأل رئيس الجمهورية ماذا حدث في 1956م- ما هذا الحدث الذي نزل بموجبه علمي مصر وانجلترا عن سارية القصر كما أسأله من الذي طرد آخر حاكم عام بريطاني ومن ذا الذي يستقبل رعاة البقر بعد «50» عاماً من الاستقلال الحقيقي. أفيدونا أفادكم الله.* كيف ترى إصرار عضوية الحركة في لجنة الدستور وهى ترفض وضع بسم الله الرحمن الرحيم؟- كنت سأفضل إحدى الاثنين هما أما أن أعود لمربع الحرب أو أن أترك البلد.* ماهى خيارات القوى السياسية الأخرى تجاه مايجري؟- الأمر يتطلب الاجتماع وإتخاذ القرار حتى لايعود السودان زنجباراً أخرى.* كلمة أخيرة؟- أنا حزين لوفاة أخي وصديقي ورفيق دربي الحاج بشير النفيدي رحمه الله.

ليست هناك تعليقات: