الأحد، 13 يوليو 2008

الموسم الزراعي بين اسراب الجراد وتدني الاسعار!


الموسم الزراعي.. بين أسراب الجراد وتدني الأسعار تقرير: بله علي عمر ارتفاع معدلات الأمطار وخلو المناطق الزراعية من الآفات في بواكير مراحل الإنبات، يؤكدان أن إنتاج البلاد من الحبوب هذا العام سيكون وفيراً وغير معهود، خاصة في القطاع المطري، وإذا كانت مشكلة توفير الأموال لمقابلة متطلبات الحصاد والخوف من تدهور الأسعار هي أكثر ما يزعج المنتجين فثمة مخاطر أخرى بدأت تلوح في الأفق خاصة أسراب الجراد ساري الليل، خاصة في أعقاب اكتشاف وزارة الزراعة والغابات عن أسراب من الجراد الصحراوي تهدد الموسم الزراعي في كل من ولايات كردفان ونهر النيل وولايات شرق السودان.. الدكتور ربيع عبد الحميد مدير الجهاز المركزي لأبحاث ومكافحة الجراد، أوضح أن تأخر استلام ميزانية المسوحات أدى إلى تأخر رصد أسراب الجراد الذي وصل إنتشاره إلى مرحلة الخطر، وقد رصدت أسراب الجراد على بعد (70) كيلو متراً جنوب الخرطوم. وفي القضارف وقف عوض الله موسى وزير المالية ووزير الزراعة بالإنابة على الموقف في القطاع الزراعي في مجال تأسيس المحاصيل والتركيبة المحصولية من خلال التقرير الذي قدّمه مدير عام وزارة الزراعة الذي تطرّق للمستجدات التي طرأت خلال سير الموسم خاصة ظهور الآفات في المناطق الزراعية المختلفة والتي تمثلت في آفة الكابورا والعنتد والطير والجراد، بجانب الخسائر الزراعية التي شهدها الموسم الحالي جراء السيول والفيضانات بمنطقة الرهد وانهيار أجزاء من كبري الصوفي البشير بالفشقة، وتأثر بعض الطرق الزراعية، وأكد في الوقت نفسه أن المحاصيل قد وصلت إلى مراحل متقدّمة في النمو وأن الموسم يسير بصورة جيدة. المهندس ميرغني قسم السيد مدير وقاية النباتات بالقضارف تحدّث عن موقف الآفات بالولاية والجهود المبذولة لمكافحتها خاصة آفة الجراد، مشيراً للكثافة العالية للآفات هذا الموسم الأمر الذي يتطلب مضاعفة الجهود لمكافحتها بالصورة المطلوبة تأميناً للموسم، وفي نهاية اجتماع الوزير بالجهات المعنية وجه الوزير بإعداد برنامج عاجل لمكافحة الآفات بالولاية وتحديد المطلوب بهدف تسيير حملات شاملة للمكافحة لحماية الموسم الزراعي وأمّن الاجتماع في هذا الصدد على ضرورة توفير ثلاث طائرات رش بصورة عاجلة للمكافحة الجوية وتوفير المزيد من وسائل الحركة..المهندس عمر عبدالرحيم أحمد عضو اتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل أكد أنه ورغم الخسائر المادية الضخمة التي تعرّض لها المزارعون إثر غرق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية التي تم إعدادها للزراعة، إلا أن مؤشرات المؤسم تؤكد أن البلاد على موعد مع انتاجية غير معهودة هذا العام في جميع المحاصيل إذا تم تجاوز مخاطر الآفات والجراد، وطالب عبدالرحيم وزارة المالية التحسب لإنتاج غير معهود، مشدداً على ضرورة توفير أسواق بالخليج، وباقي الدول حتى لا تنهار الأسعار خاصة في ظل وجود كميات ضخمة من الحبوب من انتاج العام الماضي، وفي وقت تراجعت فيه مشتريات الجهات العاملة في مجال توفير الاحتياحات من السوق المحلي، وشدد عمر عبدالرحيم على الاهتمام بالأصوات التي تتحدّث عن رصد كميات ضخمة من الجراد، خاصة التصريحات الصحفية للدكتور ربيع عبدالحميد مدير الجهاز المركزي لأبحاث ومكافحة الجراد التي حذّر من خلالها بمخاطر الجراد، مطالباً الدولة أن تعمل على العلاج الآني قبل أن يستفحل الأمر.الدكتور بابكر محمد توم الرئيس المناوب للجنة الاقتصادية بالمجلس الوطني، أكد أن الدولة التي أعلنت النفرة الخضرة وظلت تسهم في دعم المنتجين لن تقف مكتوفة الأيدي، مقللاً من بروز المخاوف من انهيار أسعار الذرة أو وصول أسراب الجراد إلى مناطق الإنتاج، وأضاف دكتور بابكر في حديثه لـ(الصحافة) أمس أن وزارة المالية والاقتصاد الوطني قد إحتاطت لمواجهة متطلبات الموقف. من جانبه أكد الشيخ المك وكيل وزارة المالية والاقتصاد الوطني أن الوزارة تعطي أمر مواجهة أسراب الجراد ما يستحق من اهتمام نافياً اتهام الوزارة بأنها قد تجاهلت ميزانية المسوحات، مؤكداً أن الوزارة ستفي بمسؤولياتها في حماية المحاصيل من أسراب الجراد خاصة أن الحبوب الغذائية هي المرتكز للأمن الغذائي للبلاد والتي غدت تعتمد على الإنتاج الوطني من الحبوب سواء بالنسبة للذرة أو القمح، كما أن محفظة المصارف ستقوم بتوفير الأموال اللازمة لأعمال الحصاد، وعن مخاوف المنتجين من حدوث إنهيار للأسعار، أكد الشيخ المك أن الدولة ماضية في سياستها الخاصة بحماية منتجي الذرة والتي عمدت بموجبها إلى شراء كميات ضخمة من محصول الذرة في العام الماضي وسابقه وذلك حماية للمنتجين وبات ذلك توجهاً ملزماً للدولة تجاه شريحة المزارعين..بين المخاوف من أسراب الجراد وانهيار الأسعار، تبقى هنالك حقيقة لا تقبل الجدل وهي أن السودانيين غير قابلين لتجاهل الزراعة أيَّاً يكن مردودها مجزياً أم مورداً للحراسات والسجون..

ليست هناك تعليقات: