الثلاثاء، 15 يوليو 2008

اعتقال سامي ومعاناته عجلا برحيل الوالد


ليس لسامي اي توجه سياسي وولاؤه للمهنةشقيقتا سامي الحاج : سامي لا يحمل عداءً للشعب الامريكي ونناشد البشير بتبنى قضيتهاعده : بله علي عمرسامي الحاج محمد محي الدين هذا البطل الاسمر الذي ركل كل الوعود البراقة وتحمل كافة انواع الترهيب بغوانتينامو صار رافضا في انفة وكبرياء ان يطعن زملاءه ورؤساءه في قناة الجزيرة .. واذا كانت سنار المملكة قد خطت اسمها باحرف من نور في سجل التاريخ .. فهاهو سامي الحاج يستدعى فينا قيما نبيلة ارتبطت بأهل السودان وحاولت (الماديات) ان تنال منها ولكن هيهات. كنت اتحرى شوقا وانا اتجه صوب سنار للقاء اسرة سامي في اعقاب التكليف الصادر لي باعداد تقرير صحفي حول انعكاسات اعتقال سامي الحاج علي اسرته غير انني تألمت كثيرا فقد كان الحزن مخيما على منزل الاسرة بمربع (22). تحدثت لي في بداية اللقاء ماجدة محي الدين احمد الحاج وهي الشقيقة الكبري لسامي وتعمل معلمة باحدي مدارس المدينة ، ان اصول الاسرة تمتد الي منطقة كبوشية بولاية نهر النيل وانتقل والدهم الي سنار ليعمل بالتجارة بجانب اشقائه الذين سبقوه للمدينة .. وفي سنار كانت نشأة سامي .. ليلتحق بمدارسها الابتدائى والاوسط والثانوي .. لم تكن لسامي اى توجهات سياسية .. كان اجتماعيا يولي القضايا الاجتماعية داخل الحي جل اهتمامه وحببه ذلك التوجه لكافة الاهالي الذين افتقدوه بشدة عندما قرر شد الرحال الي الهند لمواصلة دراسته الاكاديمية .. وفي تلك الفترة توفيت والدتنا الى رحمة مولاها ليجد الوالد انه بات في عشية وضحاها مسئولا عن (15) طفلا وطفلة .. كان سامي يتعجل سنى الدراسة حتى يعود ويأخذ بعض الحمل عن الوالد وعقب اكماله الدراسة في 1993م بجامعة باداب مكث بجوار الوالد 3 اعوام ... وتحت اصرار والدنا الحاج محي الدين غادرنا سامي للامارات في 1996م ليلتحق بشركة رومات انترناشيونال وفي 1997م تزوج بايغول اسماعيلوفا لينتقل مصورا بقناة الجزيرة في 2000م كان سامي مولعا بالتصوير منذ طفولته الباكرة وعندما علمت الاسرة بتلقيه التدريب في التصوير بقناة الجزيرة ادركنا ان سامي حقق حلم حياته ووصل الى مبتغاه الذي يعني الاستقرار . خلال هذه الفترة زار سامي الاسرة اكثرمن مرة وفي احدي الزيارات اصطحب زوجته فكانت الفرحة اعظم لدي الوالد .. غير ان الجميع قد فجع عندما ادركنا وقوع سامي اسيرا لدي الباكستانيين الذين سلموه للجيش الامريكي الذي قام بترحيله ضمن اخرين لسجن غوانتينامو . تمضي ماجدة الحاج محي الدين للقول: ان خبر اعتقال سامي قد انعكس بصورة مباشرة على صحة الوالد الذي كان قد وصل من دبي التي ذهب لها مستشفيا مع سامي .. وان هي الا ايام ليرحل الوالد ويترك الحزن قد خيم على الاسرة لافتقاد كبيرها .. الوالد الراحل .. والابن القابع في ظلمات غوانتينامو. وفاء محي الدين محمد الحاج الشقيقة الصغري ورغم مكابدتها في كبح الدموع آثرت الحديث للصحافة قائلة : (كنت اكثر اشقائى وشقيقاتي ارتباطا بسامي ورغم انه ظل يتكفل برسوم دراسة كل اخوانه واخواته الا انه آثرني عليهم عندما اختار لي دراسة الاقتصاد بجامعة الجزيرة) كان يحادثني بان خطاباتي اليه كانت بمثابة البلسم الذي يخفف آلام الاغتراب والوحدة ، ظل سامي بارا بوالده واخوته وعندما اشتد مرض السكر على الوالد اتصلنا بسامي وفي اليوم التالي وجدناه امامنا .. اصطحب والده للعلاج بالامارات التي مكث بها (8) شهور ظل خلالها سامي يشرف بصورة شخصية علي علاج والده حتي استقرت حالة السكر ليعود به للسودان مرة اخرى .. كان ذلك اخر لقاء بينهما .. عاد سامي الي قطر ليقوم بمهمته الاخيرة الى افغانستان مصورا مع الصحفي يوسف الشوير ، تشير وفاء الي معاناة الاسرة التي فقدت الوالد ولازال ابنها وكفيلها قابعا في غوانتينامو دون جريرة. وفي رسالتها عبر الصحافة ناشدت وفاء كافة المنظمات القائمة علي حماية حقوق الانسان خاصة الامريكية منها على تعضيد موقف سامي الحاج خاصة ان سامي لا يحمل للشعب الامريكي وادارته مايستدعى حبسه بغوانتينامو خاصة ان سامي لم يكن في يوم من الايام من ذوي توجهات سياسية معتدلين كانوا او متشددين وانما كان ولاؤه للمهنة التي كان يرى فيها قدسية خاصة انها تعكس للملأ معاناة الابرياء الذين يدفعون ثمن الحروب .وتمضي وفاء في حديثها: اناشد كافة العاملين في الوسائط الاعلامية بضرورة تخصيص حيز في وسائطهم يعكسون من خلاله هذا الظلم والجور الذي الم باحد منسوبي الاعلام خاصة ان الاعلام بات يساهم بصورة كبيرة في تشكيل الرأي العام الذي بدوره وعبر منظمات المجتمع المدني بات قادرا على الضغط على الحكومات حول العالم. وحول موقف قناة الجزيرة ، تقول وفاء محي الدين شقيقة سامي الحاج :ان الاسرة تثمن مواقف قناة الجزيرة التي باتت تخصص حيزا ملموسا ومحسوسا تجاه قضية سامي اضافة لقيامها بدفع تكاليف المحامين كما ان مواقف القناة ظلت ايجابية تجاه الاسرة الصغيرة لسامي المكونة من زوجته وطفلة واسرته الكبيرة بسنار.وتضيف وفاء ان زملاء سامي ومرؤسيه بقناة الجزيرة لايستحقون منا الا صالح الدعوات. وعن موقف الحكومة ، قالت وفاء : لقد لمسنا الجهود التي ظلت تبذلها وزارة الخارجية ممثلة في شخص وزير الخارجية لكن الامر يتطلب المضي في ذات الطريق .. وعبر صحيفة «الصحافة» اناشد رئىس الجمهورية عمر حسن احمد البشير بأن يولي امر سامي عنايته الشخصية ، واقول في هذه السانحة: اذا كانت رئاسة الجمهورية قد حقنت الدماء واوقفت الحرب وعم السلام ربوعها الا انني وعبر «الصحافة» اناشد رأس الدولة وولي الامر فينا قائلة اذا كان اهل السودان قد سعدوا بالسلام القادم فإن هنالك اسرة يحفها الحزن بسبب كفيلها القابع في ظلمات غوانتينامو خاصة ان قوام هذه الاسرة (15) فردا جلهم طلاب جامعات وخريجون لم يجدوا الطريق للوظيفة فظلوا معتمدين على شقيقهم بعد وفاة الوالد حسرة علي فلذة كبده. وتحدث احمد المصطفي الطيب ابن عم سامي الحاج الذي طالب الدولة ممثلة في وزارة الخارجية ورئاسة الجمهورية ان تسلك كل الدروب والسبل لاطلاق سراح سامي خاصة ان حق سامي على دولته ان توفر له الحماية ان تعرض لاى مخاطر بالخارج.وفي الخرطوم تحدث لـ«الصحافة» دكتور بابكر محمد توم احد نواب ولاية سنار بالمجلس الوطني واعدا بتصعيد الامر ومتابعته مع القنوات الرسمية .فهل ستنتظر اسرة الحاج محمد محي الدين كثيرا ام ان الايام القادمات ستشهد عودة الفرحة؟ .. دعونا نتضرع لله ونحن المسئولين علي الطرق على قضية سامي الحاج.

ليست هناك تعليقات: