الأحد، 13 يوليو 2008

عندما تساهم المحليات في بذر المعانة


تراب كرري ......عندما تساهم المحليات في زيادة المعاناة
الخرطوم: بله علي عمرعندما بدأت محلية كرري بام درمان في توفير كميات ضخمة من التراب استغرب البعض هذا التوجه ، ورأوا انه لاحاجة لاحياء كرري لكل هذه الكميات من التراب ، بيد ان الكثير من المواطنين من السكان او اولئك الذين يعرفون طبوغرافيا المنطقة وما لحق بها قبل تمدد المدينة يدركون ان مدينة كرري تضم اكثر المناطق المنخفضة بالعاصمة، خاصة منطقة مرزوق القديمة التي توجد بها اكبر الحفر التي ساهم المقاولون في زيادة عمقها عندما كانت المنطقة بعيدة عن الاحياء السكنية، فكانوا يجلبون تراب البناء من هناك . وفي اعقاب الزيادة المضطردة في عدد السكان لم يجد مخططو المدن بدا من التوجه شمالا فكانت الثورات .
سلطات المحلية جلبت التراب بهدف ردم المنخفضات قبيل الخريف حتي لا تتحول اجزاء واسعة من المنطقة الي مستنقع لتجميع مياه الامطار وتنعكس سلبا علي حركة السكان وصحة البيئة ، ورغم ان المحلية دفعت الملايين من المال العام لجلب التراب بيد انها تجاهلت اعمال تسويته فكانت اكوام التراب تسد تصريف المياه وتساهم في الاختناق المروري وباتت هذه الاكوام جزءا من معاناة الناس .
«الصحافة» التي تلقت شكاوي عدد من المواطنين وقفت علي حجم المعاناة ،ووجدنا ان المحلية التي سعت لحماية المواطن في تصريف مياه الامطار بصورة جيدة اسهمت في تعميق مشكلته بترك التراب اطوادا كالجبال ، ويقول سيف الدين باكر الهادي من سكان الحارة «60» مرزوق: «كنا نعول كثيرا علي المحلية خاصة عندما وقفت علي اساس المشكلة مشكلة الحفر الضخمة بالحارة «60» الثورة ، خاصة عندما بدأت القلابات في تفريغ شحناتها من التراب» ، ان ردم الحفر يعني القضاء علي الملاريا ويعني ذهاب معاناة الناس خاصة مشكلة المواصلات، ان طبيعة المنطقة المنخفضة ابان الخريف كانت تساعد في هروب اصحاب الحافلات ، وتوفير التراب يعني ان المواصلات ستنساب بشكل جيد غير اننا فوجئنا بان المحلية وبعد توفير التراب وتركه وسط الطرق تضاعفت المعاناة ، لقد ترسخ لدي البعض بان المحلية ما كانت تريد حل مشكلة مواطنيها، بل انها ارادت مضاعفتها ، هذا يقوله البعض مستدلين بان المحلية قامت بتعميق المشكلة، وطالب سيف الدين وزارة التخطيط العمراني بعدم ترك مثل هذه المشاكل والخدمات للمحليات، خاصة ان الوزارة لديها الكوادر الهندسية القادرة علي اداء مثل هذه الاعباء اكثر من المحلية.
وقال محمد خالد محمود حسن، ان أكوام التراب تشكل عائقا لحراك السكان، خاصة ليلا ، علما ان كافة طرق كرري التي كانت مضيئة طيلة الفترة الماضية تشهد حاليا ظلاما دامسا .
نعيمة صالح عمر، طالبت عبر «الصحافة» بضرورة العمل علي ردم الحفر الخطيرة بالحارة «60» ، خاصة تلك المهددة للصحة العامة والتي تقع في الناحية الغربية المطلة علي شارع الشنقيطي، فاضافة الي ان هذه الحفرة تعوق حركة الناس والسيارات فهي في الخريف تشكل مهددا بيئيا ، وقد ناشدنا ادارة الشئون الهندسية بالمحلية ان توجه كافة العربات الحاملة لانقاض الشوارع والمباني وتفريغها بالحفر ، وعبر «الصحافة» فاننا نستغيث بالمهندس عبدالوهاب محمد عثمان وزير التخطيط العمراني بولاية الخرطوم المساعدة في ردم هذه الحفرة، بجلب كافة مخلفات المباني بامدرمان وكرري وتوجيهها نحو هذه الحفرة ، لان بقاءها بالصورة الراهنة يجعل من اي برامج لاصلاح البيئة بالعاصمة كالحرث في البحر.
وقبيل ان نعمد لمغادرة المنطقة التقينا المواطن محمد خالد محمود حسن الذي استوقفنا قائلا : « قبل ان تغادروا نرجو ان تلفتوا انظار المسؤولين الي سوق الشنقيطي ، الجزء الملاصق للحارة التاسعة من الناحية الجنوبية، فقد منحته السلطات للمواطنين برسوم باهظة ولان المشروع كان يفتقر لدراسة الجدوي الاقتصادية فلم يحقق اي نجاح، وتحول لخرابات، وبات احدى المناطق المهددة لسلامة الناس وممتلكاتهم، حيث كثرت السرقات في المناطق الملاصقة للسوق، وعليه فاننا نناشد وزير التخطيط العمراني المهندس عبدالوهاب محمد عثمان بالتدخل وتحويل الموقع الي سكن استثماري، علي ان يمنح اصحاب الدكاكين استحقاقاتهم علي طريقة سوق اركويت الشهير.

ليست هناك تعليقات: