الأربعاء، 16 يوليو 2008

الخبراء : محاولة غزو الخرطوم لا تعوق تدفق الاستثمارات



الخرطوم : بله علي عمر
اجتازت البلاد ابتلاء الهجوم الغادر الذي نفذته حركة العدل والمساواة بقيادة الدكتور خليل ابراهيم ليعود الهدوء والحياة الطبيعية للعاصمة بيد ان ثمة تساؤلات عديدة تتمثل في مآلات الاحداث واثارها ، وفي هذه المساحة نعمد الي الوقوف علي اثار الاحداث علي مناخ الاستثمار بالبلاد ونسعي للاجابة علي السؤال الذي يتبادر للذهن هل سيبقي الاقتصاد الوطني علي ذات قدرته الجاذبة للاموال الاجنبية التي تأتي للاستثمار في كافة القطاعات ؟ مع الاخذ في الاعتبار بان الاستقرار السياسي والاجتماعي هما الركيزتان الاساسيتان لمقدم المستثمرين الاجانب قبيل طرح هذا التساؤل علي الخبراء والمراقبين للحراك الاقتصادي والاجتماعي بالبلاد نحاول قراءة الواقع الراهن للاستثمارات الاجنبية بالبلاد اذ تشير الارقام الي ان السودان ورغم موارده الضخمة وتمتعه بميزات تفضيلية للعديد من المنتجات الا انه فشل في استقطاب رؤوس الاموال الاجنبية والعربية باستثناء بعض الحالات المحدودة مثل سكر كنانة الذي تم انشاؤه في النصف الاول من سبعينات القرن الماضي عندما شاركت مجموعة من بيوت التمويل الكويتية والسعودية في انشاء المشروع ورغم نجاحه المنقطع النظير الا ان التجربة ظلت الابرز علي مستوي القطاع الخاص اضافة لبعض مشاريع الهيئة العربية للتنمية الزراعية التي يوجد مقرها بالبلاد والتي تجاوزت استثماراتها في الوقت الراهن المليار دولار . ورغم مقدم كبريات الشركات الامريكية للاستثمار بالبلاد في مجال النفط الا انها توقفت رغم ما حققته من نجاحات وجاء سبب خروج شيفرون واخواتها لدواعٍ سياسية وبعد 1989 ووجهت البلاد بحصار اقتصادي خانق منع رؤوس الاموال من المجئ للبلاد باستثناء الصين التي وجدت في البلاد المرتع الخصب للاستثمار في استخراج النفط وفي اعقاب احداث الحادي عشر من سبتمبر تعرضت بعض الاموال العربية بامريكا للمصادرة مما دفعها للعودة للشرق الاوسط فكان السودان احدي وجهات هذه الاموال فبينما لم تتجاوز الاستثمارات العربية حتي 2000م «600» مليون دولار نجد ان استثمار الدول العربية قد تجاوز الـ5.4 مليارات دولار في الفترة من 2001 إلى 2005 معظمها بقطاعات الطاقة والتعدين والاتصالات والصناعة منها 14% بالنفط و4% للزراعة من جملة رؤوس الأموال الوافدة. كما نجح الاقتصاد السوداني في جلب بعض رؤوس الأموال الخليجية التي تقف على رأسها دولة الكويت التي قدمت في فترات سابقة حوالي مليار دولار لـ24 مشروعا استثماريا بمجالات الزراعة والصناعة والخدمات بجانب 31 مليون دولار لتمويل مشروعات قطاعية ودراسات جدوى.كما اسهم الاستثمار العربي في توفير التمويل لسد مروى الذي يعتبر أحد أكبر السدود المائية بالمنطقة العربية والأفريقية لإنتاج الكهرباء بتكلفة 1.8 مليار دولار. في ظل المعطيات العالمية الراهنة التي جعلت من الغذاء اكبر التحديات للعالم اتجهت العيون نحو السودان ذي الموارد والامكانيات التي تجعله احد اهم مزارع الغذاء بالعالم لتستقبل البلاد أعداداً كبيرة من رجال الأعمال والحكومات من مختلف دول العالم وبعض الدول العربية، خاصة الخليجية والتي استحوذ مواطنوها على أكثر من 1.2 مليون فدان من الأراضي الزراعية الخصبة الموزعة في معظم ولايات السودان، خاصة ولاية نهر النيل والخرطوم والجزيرة وسنار والنيل الأبيض وكردفان خاصة ان الفجوة في الإنتاج الزراعي والحيواني في الدول العربية 18 مليار دولار في العام 2007، ومن المرجح أن ترتفع إلى 32 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة. المستشار الاقتصادي للسفارة السودانية في الإمارات نور الهدى فتح العليم اشار إلى العديد من الفرص الاستثمارية الجديدة في السودان، ومنها مشروع السبة الزراعي غرب النيل الأبيض على مساحة 50 ألف فدان ويصلح لزراعة القطن والقمح والبقوليات وزهرة الشمس والخضروات بتكلفة تقدر بـ60 مليون دولار، ومشروع إنتاج الذرة الشامية في ولاية النيل الأزرق على مساحة 25 ألف فدان بتكلفة 31 مليون دولار، ومشروع الفردوس الزراعي في منطقة شرق النيل «ولاية الخرطوم» على مساحة تقدر بحوالي 260 ألف فدان، ومشروع ترعة غرب أم درمان علي بعد 3 كلم جنوب خزان جبل أولياء غرب النيل الأبيض، ويستهدف المشروع 159 ألف فدان من جملة 200 ألف فدان، ومشروع سوبا شرق الزراعي لري 50 ألف فدان بمنطقة شرق النيل الأزرق، ومشروع دلتا طوكر لزراعة الخضر للصادر على مساحة 10 آلاف فدان في ولاية البحر الأحمر، ومشروع غرب حلفا بالولاية الشمالية على مساحة 200 ألف فدان، ومشروع الفداء للإنتاج الزراعي على مساحة 30 ألف فدان في ولاية نهــر النيل تصلح لزراعة المحاصيل الحقلية والأعلاف بتكلفة 31.6 مليون دولار، ومشروع وادي النقع على مساحة 100 ألف فدان في ولاية نهــر النيل بتكلفة 142.7 مليون دولار، ومشروع الجهاد الزراعي على مساحة 4000 فدان المشروع في ولاية نهــر النيل.ومن ابرز المشروعات العربية بالبلاد مشروع سكر النيل الابيض الذي يمتد بطول 50 كيلو متر وعرض 20 كيلو متر جنوبي الخرطوم بتكلفة تتجاوز 225 مليون دولار . سألت الدكتور محمد التجاني احمد الخبير الاقتصادي عن رؤيته لمستقبل الاستثمار بالبلاد في اعقاب الاحداث التي شهدتها البلاد فأجابني : «حسم القوات النظامية للاحداث امر طيب و يسهم في بث الطمأنينة بين المستثمرين العرب ولن تحجم هذه الاحداث الاستثمارات عن السودان خاصة ان المجتمع الدولي قد ادان واستنكر محاولة المتمردين اقتحام الخرطوم » . وذهب لذات الرؤية عادل شبيكة المدير التنفيذي لمجموعة شركات شبيكة بالخرطوم، وقال عادل في حديثه ل «الصحافة» ان القدرات التي تعاملت بها الدولة مع الاحداث كانت ايجابية فهي تعني قدرة الدولة السودانية علي حماية ارواح وممتلكات المواطنين والمستثمرين الاجانب، كما ان تفاعل الشعب السوداني والتفافه حول القوات المسلحة ومساهمته في القبض علي مجموعة الفارين من المشاركين في العملية سيكون له مردوده الايجابي. الدكتور بابكر محمد توم الرئيس المناوب للجنة الشئون الاقتصادية بالمجلس الوطني قال «للصحافة» ان الاقتصاد السوداني المصنف ضمن الاقتصاديات القوية قادر علي امتصاص مثل هذه الاحداث ذات الابعاد المحدودة، واضاف بابكر ان اللجنة الاقتصادية التي قامت خلال الفترة الماضية بالجلوس للقطاعات الانتاجية تلمست معوقات هذه القطاعات وتعمل لتبني رؤية لعلاج معوقات الاستثمار بالبلاد خاصة في ظل التدفقات الراهنة للاستثمارات التي جعلت من السودان احد ابرز الدول استقطابا لرؤوس الاموال
13-5-

ليست هناك تعليقات: